مدخل الى سفر التكوين
يروي لنا سفر التكوين وهو أول أسفار العهد القديم كيف نشأ العالم وكيف بدأ عمل الله في البشرية إنه جزء من التوراة أو شريعة موسى ومع ذلك يحتوي في جوهره على روايات تتعلق يأجداد شعب إسرائيل وآبائه ويفتتح تاريخاً يستمر إلى اليوم ويهم لا الشعب اليهودي وكنيسة المسيح فقط بل البشرية كلها أيضاً لقد جمعت الأحجداث التي يرويها عن حياة الآباء بشمكل على أن الله تدخل دون انقطاع في حياة ابراهيم وأسرته ليعد خلاص العالم لذلك سبق تلك الأحداث تمهيد يحدد مكان ابراهيم وذريته من شعوب الأرض ويحتوي على فصول من أشهر فصول الكتاب المقدس كالخلق وآدم وحواء والطوفان وبرج بابل الخ راسماً صورة مصغرة رائعة لمسيرة البشرية وما تقدم عليه أو تفشل فيه من مشاريع في هذه الدينا من أراد أن يفهم هذا الكتاب كما يجب ويدرك معنى الروايات الواردة فيه وجب عليه أن يفهمهفي ديناميته دون أن يقطعه إلى أجزاء لا صلة لبعضها ببعض آخر قد نقرأ باهتمام بعض صفحات من أشهر صفحات التكوين لكن لا بد لنا من التذكر هنا بأن سفر التكوين لا يشكل مؤلفاً ينفرد بتاريخ زمن الآباء بل هو عبارة عن بداية وحدة اجمالية واسعة تروي كيف ان الله كون لنفسه بين أمم الأرض شعباً كتب له أن يصبح شاهداً له ولا بد من التذكر أيضاً بأن سفر التكوين لم يؤلف دفعة واحدة بل جاء نتجية عمل أدبي استمر عدة أجيال فهو يعكس الاختبارات الأليمة التي مر بها أحياناً بنو ابراهيم الذين يروون لنا حياة اجدادهم ويفترض أن هناك تقليداً حياً لم يزل يقرأ بالنسبة إلى تقلبات تاريخ اسرائيل والنص الحالي لا يفهم ما لم يؤخذ بعين الاعتبار ما هنالك من استئنافات ضرورية للعمل الالهي في رعاية شعب اسرائيل وهذا ما نلمسه في الكتابات المتتالية التي كونت النص المقدس لكن هذه الكتابات لم تبطل المحاولات الأولية التي قامت عليها بل أغنتها بنصوص موحاة جديدة
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق