مواضيع كتاب سفر التكوين وصوره

سفر التكوين غني بالمواضيع والصور الواردة في صفحات أخرى من الكتاب المقدس والتي لم ينقطع التقليد اليهودي والمسيحي عن التأمل فيها يفتتح سفر التكوين برواية خلق العالم الذي تترنم به المزامير ويذكر به المؤلف سفر أيوب وسفر إشعيا وسيشبه وضع آدم في جنة عدن بوضع المسيح آدم الجديد في رسائل بولس وستسعمل رواية الطوفان كخلفية لمأساة نهاية الزمن أو كصورة للمعمودية ويبتدى مصير ابراهيم بوعد يؤيده الله دون انقطاع وينير مصير احفاده القريبين والبعيدين ويحدده وينتظر الآباء ثم اسرائيل إتمامه في أيام يشوع ثم داود ويحيي بولس تحقيقه في المسيح وستسترعي ذبيحة اسحق انتباه الربانيين في الاشادة بأفضال آبائهم وستصبح في كنيسة القرون الأولى صورة مسبقة لمأساة الجمعة العظيمة

مزمور 8 /  1 - 9

أيها الرب سيدنا ما أعظم اسمك في الأرض كلها لأعظمن جلالك فوق السموات بأفواه الأطفال والرضع أعددت لك حصنا أمام خصومك لتقضي على العدو والمنتقم عندما أرى سمواتك صنع أصابعك والقمر والكواكب التي ثبتها ما الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده؟دون الإله حططته قليلا بالمجد والكرامة كللته على صنع يديك وليته كل شيء تحت قدميه جعلته الغنم والبقر كلها حتى بهائم البرية وطير السمار وسمك البحر ما يجوب سبل البحار أيها الرب سيدنا ما أعظم اسمك في الأرض كلها أمين

مزمور 104 / 1 - 35

باركي الرب يا نفسي أيها الرب إلهي لقد عظمت جدا تسربلت البهاء والجلال أنت الملتحف بالنور كرداء الباسط السماء كالستارة الباني علياته على المياه الجاعل الغمام مركبة له السائر على أجنحة الرياح الجاعل من الرياح رسله ومن لهيب النار خدامه المؤسس الأرض على قواعدها فلا تتزعزع أبد الدهور كسوتها الغمر لباسا على الجبال وقفت المياه عند زجرك تهرب وعند صوت رعدك تهطل تعلو الجبال وتنزل إلى الأودية إلى الموضع الذي حددت لها جعلت لها حدا لا تجاوزه فلا تعود تغطي وجه الأرض أنت مفجر العيون في الوهاد فتسيل بين الجبال تسقي جميع وحوش البرية وبها تروي حمير الوحش عطشها عندها تسكن طيور السماء وتغرد من بين الأغصان من علياتك تسقي الجبال ومن ثمر أعمالك تشبع الأرض تنبت للبهائم كلأ ولخدمة البشر خضرا لإخراج خبز من الأرض وخمر تفرح قلب الإنسان لكي ينضر الزيت الوجوه ويسند الخبز قلب الإنسان تشبع أشجار الرب أرز لبنان الذي غرسه هناك تعشش العصافير وبيت للقلق في رؤوسها الجبال الشامخة للوعول والصخور معتصم للوبار صنع القمر للأوقات والشمس عرفت غروبها تلني الظلام فإذا الليل فيه تسعى جميع وحوش الغاب تزأر الأشبال في طلب الفريسة والتماس طعامها من الله تشرق الشمس فتنسحب وفي مآويها تربض يخرج الإنسان إلى شغله وإلى عمله حتى المساءما أعظم أعمالك يا رب لقد صنعت جميعها بالحكمة فامتلأت الأرض من خيراتك هذا البحر العظيم المترامي الأطراف هناك دبيب لا حد له من حيوانات صغار وكبار هناك تجري السفن ولوياتان الذي كونته لتسخر منه الجميع يرجونك لتعطيهم طعامهم في أوانه تعطيهم فيلتقطون تبسط يدك فخيرا يشبعون تحجب وجهك فيرتاعون تسحب أرواحهم فيموتون وإلى ترابهم يعودون ترسل روحك فيخلقون وتجدد وجه الأرض ليكن مجد الرب للأبد ليفرح الرب بأعماله ينظر إلى الأرض فترتعد يمس الجبال فتدخن أنشد للرب مدة حياتي أعزف لله ما دمت ليطب له كلامي أما أنا فبالرب أفرح لينقرض من الأرض الخاطئون ولا يبق فيها الأشرار باركي الرب يا نفسي هللويا أمين

سفر ايوب 38 / 1 - 41

فأجاب الرب أيوب من العاصفة وقال من هذا الذي يسود تدبيري بأقوال ليست من العلم بشيء؟شد وسطك وكن رجلا إني سائلك فأخبرني أين كنت حين أسست الأرض؟تكلم إن كنت عالما بالفطنة من وضع مقاديرها إن كنت تعلم أم من مد الحبل عليها؟ على أي شيء غرزت قواعدها أم من وضع حجر زاويتها إذ كانت كواكب الصبح ترنم جميعا وكل بني الله يهتفون؟ومن حجز البحر بمصراعين حين اندفع خارجا من الرحم إذ جعلت الغمام لباسا له والغيم المظلم قماطا وفرضت عليه حكمي وجعلت له مغاليق ومصراعين وقلت إلى هنا تأتي ولا تتعدى وهنا يقف طغيان أمواجك؟أأنت في أيامك أمرت الصبح وعرفت الفجر مكانه ليأخذ بأطراف الأرض فينفض الأشرار عنها؟تتحول كطين الخاتم فيقوم كل شيء كأنه مكسو بالثياب ويحرم الأشرار نورهم وتحطم الذراع المرتفعة هل وصلت إلى ينابيع البحر أم جلت في أعماق الغمر؟هل كشفت لك أبواب الموت أم عاينت أبواب ظلال الموت؟هل أحطت بعرض الأرض؟أخبر إن كنت عالما بكل ذلك أين الطريق إلى مقرا النور؟والظلمة أين موضعها لتذهب بهما إلى أرضهما وتعرف طرق مسكنهما تعرفها لأنك كنت قد ولدت وعدد أيامك كثير هل وصلت إلى مخازن الثلج أم عاينت مخازن البرد التي ادخرتها لأوان الشدة ليوم الحرب والقتال؟بأي طريق يتوزع النور وتنتشر الريح الشرقية على الأرض؟أن شق قناة لوابل المطر وطريقا لقصف الرعد ليمطر على أرض لا إنسان فيها على قفر لا بشر فيه ليروي القفار المقفرة وينبت فيها العشب؟هل من أب للمطر أم أن ولد قطرات الندى؟من بطن من خرج الجليد ومن ولد صقيع السماء؟تتجمد المياه كالحجارة ويتماسك وجه الغمر أأنت تشد عقد الثريا أم أنت تحل حبال الجوزاء؟أتطلع النجوم في أوقاتها وتهدي النعش مع بناته؟هل علمت أحكام السموات أم جعلت لها سلطانا على الأرض؟أترفع صوتك إلى الغيوم فيغطيك غمر ماء؟أترسل البروق فتنطلئ وتقول لك لبيك أن وضع الحكمة في أبي المنجل أم من أعطى الديك الفطنة؟من يحصي الغيوم بحكمته ومن يميل زقاق السموات إذ يتلبد التراب ويتلاصق المدر؟أتصطاد للبؤة فريستها وتشبع شهية أشبالها حين تربض في العرائن وتقعد في أجمتها كامنة؟من يرزق الغراب صيده إذ تنعب فراخه إلى الله وتهيم لعوز القوت؟

سفر اشعيا 40 / 1 - 31

أعزواعزوا شعبي يقول إلهكم خاطبوا قلب أورشليم ونادوها بأن قد تم تجندها وكفر إثمها ونالت من يد الرب ضعفين عن جميع خطاياها صوت مناد في البرية أعدوا طريق الرب وآجعلوا سبل إلهنا في الصحراء قويمة كل واد يرتفع وكل جبل وتل ينخفض والمنعرج يقوم ووعر الطريق يصير سهلا ويتجلى مجد الرب ويعاينه كل بشر لأن فم الرب قد تكلم صوت قائل ناد فقال ماذا أنادي؟كل بشر عشب وكل جماله كزهر البرية العشب ييبس وزهره يذوي إذا هب فيه روح الرب إن الشعب عشب حقا العشب ييبس وزهره يذوي وأما كلمة إلهنا فتبقى للأبد إصعدي إلى جبل عال يا مبشرة صهيون إرفعي صوتك بقوة يا مبشرة أورشليم إرفعيه ولا تخافي قولي لمدن يهوذا هوذا إلهكم هوذا السيد الرب يأتي بقوة وذراعه تمده بالسلطان هوذا جزاؤه معه وأجرته قدامه يرعى قطيعه كالراعي يجمع الحملان بذراعه ويحملها في حضنه ويسوق المرضعات رويدا من الذي قاس بكفه المياه ومسح بشبره السموات وكال بالثلث تراب الأرض ووزن الجبال بالقبان والتلال بالميزان؟من الذي أرشد روح الرب أو كان له مشيرا فعلمه؟من الذي آستشاره فأفهمه وعلمه سبيل الحق فلقنه المعرفة وعلمه طريق الفهم؟ها إن الأمم تحسب كنقطة من دلو وكحبة تراب في ميزان ها إن الجزر كذرة يرفعها ولبنان غير كاف للوقود وحيوانه غير كاف للمحرقة جميع الأمم أمامه كلا شيء تحسب لديه أقل من العدم والخواء فبمن تشبهون الله وأي شبه تعادلونه به؟إن التمثال يسبكه الصانع ويمد الصانع عليه صفائح من الذهب ويصوغ له سلاسل من الفضة ومن أعوزته تقدمة اختار عودا لا ينخر وطلب له صانعا حاذقا لينصب منه تمثالا لا يتزعزع أما تعلمون أولم تسمعوا؟أما بلغكم من البدء؟أما فهمتم أسس الأرض؟إنه جالس على كرة الأرض وسكانها كالجراد يبسط السموات كالنسيج ويمدها كخيمة للسكنى يجعل الزعماء كلا شيء ويصير قضاة الأرض كخواءيكادون لا يغرسون ولا يزرعون ولا يتأصل في الأرض جذرهم حتى يهب عليهم فييبسوا وترفعهم الزوبعة كالقش فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس؟إرفعوا عيونكم إلى العلاء وآنظروا من الذي خلق هذه الذي يخرج قواتها بعدد ويدعوها جميعا بأسمائها لعظمة قدرته وشدة قوته فلا ينقص أحد منها فلم تقول يا يعقوب وتتكلم يا إسرائيل: طريقي تخفى على الرب وحقي يفوت إلهي؟أما علمت أوما سمعت أن الرب إله سرمدي خالق أقاصي الأرض لا يتعب ولا يعيي ولا يسبر فهمه يؤتي التعب قوة ولفاقد القدرة يكثر الحول الفتيان يتعبون ويعيون والشبان يعثرون عثارا أما الراجون للرب فيتجددون قوة يرتفعون بأجنحة كالعقبان يعدون ولا يعيون يسيرون ولا يتعبون

رسالة رومة 5 / 1 - 21

فلما بررنا بالإيمان حصلنا على السلام مع الله بربنا يسوع المسيح وبه أيضا بلغنا بالإيمان إلى هذه النعمة التي فها نحن قائمون ونفتخر بالرجاء لمجد الله لا بل نفتخر بشدائدنا نفسها لعلمنا أن الشدة تلد الثبات والثبات يلد فضيلة الاختبار وفضيلة الاختبار تلد الرجاء والرجاء لا يخيب صاحبه لأن محبة الله أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وهب لنا لما كنا لا نزال ضعفاء مات المسيح في الوقت المحدد من أجل قوم كافرين ولا يكاد يموت أحد من أجل امرئ بار وربما جرؤ أحد أن يموت من أجل امرئ صالح أما الله فقد دل على محبته لنا بأن المسيح قد مات من أجلنا إذ كنا خاطئين فما أحرانا اليوم وقد بررنا بدمه أن ننجو به من الغضب فإن صالحنا الله بموت ابنه ونحن أعداؤه، فما أحرانا أن ننجو بحياته ونحن مصالحون لا بل إننا نفتخر بالله بربنا يسوع المسيح الذي به نلنا الآن المصالحة فكما أن الخطيئة دخلت في العالم عن يد إنسان واحد وبالخطيئة دخل الموت وهكذا سرى الموت إلى جميع الناس لأنهم جميعا خطئوا فالخطيئة كانت في العالم إلى عهد الشريعة ومع أنه لا تحسب خطيئة على فاعلها إذا لم تكن هناك شريعة فقد ساد الموت من عهد آدم إلى عهد موسى ساد حتى الذين لم يرتكبوا خطيئة تشبه معصية آدم وهو صورة للذي سيأتي ولكن ليست الهبة كمثل الزلة فإذا كانت جماعة الناس قد ماتت بزلة إنسان واحد فبالأولى أن تفيض على جماعة الناس نعمة الله والعطاء الممنوح بنعمة إنسان واحد ألا وهو يسوع المسي وليست الهبة كمثل ما جرت من العواقب خطيئة إنسان واحد فالحكم على أثر خطيئة إنسان واحد أفضى إلى الإدانة والهبة على أثر زلات كثيرة أفضت إلى التبرير فإذا كان الموت بزلة إنسان واحد قد ساد عن يد إنسان واحد فأحرى أولئك الذين تلقوا فيض النعمة وهبة البر أن يسودوا بالحياة بيسوع المسيح وحده فكما أن زلة إنسان واحد أفضت بجميع الناس إلى الإدانة فكذلك بر إنسان واحد يأتي جميع الناس بالتبرير الذي يهب الحياة فكما أنه بمعصية إنسان واحد جعلت جماعة الناس خاطئة، فكذلك بطاعة واحد تجعل جماعة الناس بارة وقد جاءت الشريعة لتكثر الزلة ولكن حيث كثرت الخطيئة فاضت النعمة حتى إنه كما سادت الخطيئة للموت فكذلك تسود النعمة بالبر في سبيل الحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا

رسالة قورنتس الاولى 15 / 1 - 58

أذكركم أيها الإخوة البشارة التي بشرتكم بها وقبلتموها ولا تزالون عليها ثابتين وبها تنالون الخلاص إذا حفظتموها كما بشرتكم بها وإلا فقد آمنتم باطلا سلمت إليكم قبل كل شيء ما تسلمته أنا أيضا وهو أن المسيح مات من أجل خطايانا كما ورد في الكتب وأنه قبر وقام في اليوم الثالث كما ورد في الكتب وأنه تراءى لصخر فالاثني عشر ثم تراءى لأكثر من خمسمائة أخ معا لا يزال معظمهم حيا وبعضهم ماتوا ثم تراءى ليعقوب ثم لجميع الرسل حتى تراءى آخر الأمر لي أيضا أنا السقط ذلك بأني أصغر الرسل ولست أهلا لأن أدعى رسولا لأني اضطهدت كنيسة الله وبنعمة الله ما أنا عليه ونعمته علي لم تذهب سد ى فقد جهدت أكثر منهم جميعا وما أنا جهدت بل نعمة الله التي هي معي أفكنت أنا أم كانوا هم هذا ما نعلنه وهذا ما به آمنتم فإذا أعلن أن المسيح قام من بين الأموات فكيف يقول بعضكم إنه لا قيامة للأموات؟فإن لم يكن للأموات من قيامة فإن المسيح لم يقم أيضا وإن كان المسيح لم يقم فتبشيرنا باطل وإيمانكم أيضا باطل بل نكون عندئذ شهود زور على الله لأننا شهدنا على الله أنه قد أقام المسيح وهو لم يقمه هذا إن صح أن الأموات لا يقومون فإذا كان الأموات لا يقومون فالمسيح لم يقم أيضا وإذا لم يكن المسيح قد قام فإيمانكم باطل ولا تزالون بخطاياكم وإذا فالذين ماتوا في المسيح قد هلكوا وإذا كان رجاؤنا في المسيح مقصورا على هذه الحياة فنحن أحق جميع الناس بأن يرثى لهم كلا إن المسيح قد قام من بين الأموات وهو بكر الذين ماتوا عن يد إنسان أتى الموت فعن يد إنسان أيضا تكون قيامة الأموات وكما يموت جميع الناس في آدم فكذلك سيحيون جميعا في المسيح كل واحد ورتبته فالبكر أولا وهو المسيح ثم الذين يكونون خاصة المسيح عند مجيئه ثم يكون المنتهى حين يسلم الملك إلى الله الآب بعد أن يكون قد أباد كل رئاسة وسلطان وقوة فلا بد له أن يملك حتى يجعل جميع أعدائه تحت قدميه وآخر عدو يبيده هو الموت لأنه أخضع كل شيء تحت قدميه وعندما يقول قد أخضع كل شيء فمن الواضح أنه يستثني الذي أخضع له كل شيءومتى أخضع له كل شيء فحينئذ يخضع الابن نفسه لذاك الذي أخضع له كل شيء ليكون الله كل شيء في كل شيءوإذا كان الأمر على خلاف ذلك فما ترى يعمل الذين يعتمدون من أجل الأموات؟وإذا كان الأموات لا يقومون البتة فلماذا يعتمدون من أجلهم؟ولماذا نتعرض نحن للخطر كل حين؟أشهد أيها الإخوة بما لي من فخر بكم في ربنا يسوع المسيح أني أواجه الموت كل يوم فإذا كنت قد حاربت الوحوش في أفسس على ما يقول الناس فأية فائدة لي؟وإذا كان الأموات لا يقومون فلنأكل ولنشرب فإننا غدا نموت لا تضلوا إن المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق السليمة إصحوا كما ينبغي ولا تخطأوا لأن بينكم قوما يجهلون الله كل الجهل لإخجالكم أقول ذلك ورب قائل يقول كيف يقوم الأموات؟في أي جسد يعودون؟يا لك من غبي ما تزرعه أنت لا يحيا إلا إذا مات وما تزرعه هو غير الجسم الذي سوف يكون ولكنه مجرد حبة من الحنطة مثلا أو غيرها من البزور وإن الله يجعل لها جسما كما يشاء يجعل لكل من البزور جسما خاصا ليست الأجسام كلها سواء فللناس جسم وللماشية جسم آخر وللطير جسم وللسمك جسم آخر ومنها أجرام سماوية وأجسام أرضية فللأجرام السماوية ضياء وللأجسام الأرضية ضياء آخر الشمس لها ضياء والقمر له ضياء آخر وللنجم ضياء وكل نجم يختلف بضيائه عن الآخر وهذا شأن قيامة الأموات يكون زرع الجسم بفساد والقيامة بغير فساد يكون زرع الجسم بهوان والقيامة بمجد يكون زرع الجسم بضعف والقيامة بقوة يزرع جسم بشري فيقوم جسما روحيا وإذا كان هناك جسم بشري فهناك أيضا جسم روحي فقد ورد في الكتاب كان آدم الإنسان الأول نفسا حية وكان آدم الآخر روحا محييا ولكن لم يظهر الروحي أولا بل البشري وظهر الروحي بعده الإنسان الأول من التراب فهو أرضي والإنسان الآخر من السماءفعلى مثال الأرضي يكون الأرضيون وعلى مثال السماوي يكون السماويون وكما حملنا صورة الأرضي فكذلك نحمل صورة السماوي أقول لكم أيها الإخوة إن اللحم والدم لا يسعهما أن يرثا ملكوت الله ولا يسع الفساد أن يرث ما ليس بفساد وأني أقول لكم سرا إننا لا نموت جميعا بل نتبدل جميعا في لحظة وطرفة عين عند النفخ في البوق الأخير لأنه سينفخ في البوق فيقوم الأموات غير فاسدين ونحن نتبدل فلا بد لهذا الكائن الفاسد أن يلبس ما ليس بفاسد ولهذا الكائن الفاني أن يلبس الخلود ومتى لبس هذا الكائن الفاسد ما ليس بفاسد ولبس الخلود هذا الكائن الفاني حينئذ يتم قول الكتاب قد ابتلع النصر الموت فأين يا موت نصرك؟وأين يا موت شوكتك؟إن شوكة الموت هي الخطيئة وقوة الخطيئة هي الشريعة فالشكر لله الذي آتانا النصر عن يد ربنا يسوع المسيح فكونوا إذا يا إخوتي الأحباء ثابتين راسخين متقدمين في عمل الرب دائما عالمين أن جهدكم لا يذهب سد ى عند الرب

انجيل متى 25 / 1 - 46

عندئذ يكون مثل ملكوت السموات كمثل عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس خمس منهن جاهلات وخمس عاقلات فأخذت الجاهلات مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتا وأما العاقلات فأخذن مع مصابيحهن زيتا في آنية وأبطأ العريس فنعسن جميعا ونمن وعند نصف الليل علا الصياح هوذا العريس فاخرجن للقائه فقام أولئك العذارى جميعا وهيأن مصابيحهن فقالت الجاهلات للعاقلات أعطيننا من زيتكن فإن مصابيحنا تنطفئ فأجابت العاقلات لعله غير كاف لنا ولكن فالأولى أن تذهبن إلى الباعة وتشترين لكن وبينما هن ذاهبات ليشترين وصل العريس فدخلت معه المستعدات إلى ردهة العرس وأغلق الباب وجاءت آخر الأمر سائر العذراى فقلن يا رب يا رب افتح لنا فأجاب الحق أقول لكن إني لا أعرفكن فاسهروا إذا لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة فمثل ذلك كمثل رجل أراد السفر فدعا خدمه وسلم إليهم أمواله فأعطى أحدهم خمس وزنات والثاني وزنتين والآخر وزنة واحدة كلا منهم على قدر طاقته وسافر فأسرع الذي أخذ الوزنات الخمس إلى المتاجرة بها فربح خمس وزنات غيرها وكذلك الذي أخذ الوزنتين فربح وزنتين غيرهما وأما الذي أخذ الوزنة الواحدة فإنه ذهب وحفر حفرة في الأرض ودفن مال سيده وبعد مدة طويلة رجع سيد أولئك الخدم وحاسبهم فدنا الذي أخذ الوزنات الخمس وأدى معها خمس وزنات وقال يا سيد سلمت إلي خمس وزنات فإليك معها خمس وزنات ربحتها فقال له سيده أحسنت أيها الخادم الصالح الأمين كنت أمينا على القليل فسأقيمك على الكثير أدخل نعيم سيدك ثم دنا الذي أخذ الوزنتين فقال يا سيد سلمت إلي وزنتين فإليك معهما وزنتين ربحتهما فقال له سيده أحسنت أيها الخادم الصالح الأمين كنت أمينا على القليل فسأقيمك على الكثير أدخل نعيم سيدك ثم دنا الذي أخذ الوزنة الواحدة فقال يا سيد عرفتك رجلا شديدا تحصد من حيث لم تزرع وتجمع من حيث لم توزع فخفت وذهبت فدفنت وزنتك في الأرض فإليك مالك فأجابه سيده أيها الخادم الشرير الكسلان عرفتني أحصد من حيث لم أزرع وأجمع من حيث لم أوزع فكان عليك أن تضع مالي عند أصحاب المصارف وكنت في عودتي أسترد مالي مع الفائدة فخذوا منه الوزنة وأعطوها للذي معه الوزنات العشر لأن كل من كان له شيء يعطى فيفيض ومن ليس له شيء ينتزع منه حتى الذي له وذلك الخادم الذي لا خير فيه ألقوه في الظلمة البرانية فهناك البكاء وصريف الأسنان وإذا جاء ابن الإنسان في مجده تواكبه جميع الملائكة يجلس على عرش مجده وتحشر لديه جميع الأمم فيفصل بعضهم عن بعض كما يفصل الراعي الخراف عن الجداءفيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن شماله ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا من باركهم أبي فرثوا الملكوت المعد لكم منذ إنشاء العالم لأني جعت فأطعمتموني وعطشت فسقيتموني وكنت غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعدتموني وسجينا فجئتم إلي فيجيبه الأبرار يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك أو عطشان فسقيناك؟ومتى رأيناك غريبا فآويناك أو عريانا فكسوناك؟ومتى رأيناك مريضا أو سجينا فجئنا إليك؟فيجيبهم الملك الحق أقول لكم كلما صنعتم شيئا من ذلك لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار فلي قد صنعتموه ثم يقول للذين عن الشمال إليكم عني أيها الملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته لأني جعت فما أطعمتموني وعطشت فما سقيتموني وكنت غريبا فما آويتموني وعريانا فما كسوتموني ومريضا وسجينا فما زرتموني فيجيبه هؤلاء أيضا يا رب متى رأيناك جائعا أو عطشان غريبا أو عريانا مريضا أو سجينا وما أسعفناك؟فيجيبهم الحق أقول لكم أيما مرة لم تصنعوا ذلك لواحد من هؤلاء الصغار فلي لم تصنعوه فيذهب هؤلاء إلى العذاب الأبدي والأبرار إلى الحياة الأبدية

رسالة بطرس الاولى 3 / 1 - 22

وكذلك أنتن أيتها النساء اخضعن لأزواجكن حتى إذا كان فيهم من يعرضون عن كلمة الله استمالتهم بغير كلام سيرة نسائهم لما يشاهدون في سيرتكن من عفة ووقار لا تكن زينتكن زينة ظاهرة من ضفر الشعر والتحلي بالذهب والتأنق في الملابس بل الخفي من قلب الإنسان أي زينة بريئة من الفساد لنفس وادعة مطمئنة ذلك هو الثمين عند الله كذلك كانت النساء القديسات المتكلات على الله يتزين بالأمس خاضعات لأزواجهن كسارة التي كانت تطيع إبراهيم وتدعوه سيدها ولها صرتن بنات تعملن الخير ولا تستسلمن إلى شيء من أسباب الخوف وكذلك أنتم أيها الرجال ساكنوهن بالحسنى علما منكم بأن المرأة أضعف منكم جبلة وأولوهن حقهن من الإكرام على أنهن شريكات لكم في إرث نعمة الحياة لكيلا يحول شيء دون صلواتكم وآخر الأمر كونوا متفقين في الرأي مشفقين بعضكم على بعض، متحابين كالإخوة رحماء متواضعين لا تردوا الشر بالشر والشتيمة بالشتيمة بل باركوا لأنكم إلى هذا دعيتم لترثوا البركة لأن من شاء أن يحب الحياة ويرى أياما سعيدة وجب عليه أن يكف لسانه عن الشر وشفتيه عن كلام الغش ويبتعد عن الشر ويعمل الخير ويطلب السلام ويتبعه لأن الرب يراعي بعينه الأبرار ويصغي سمعه إلى دعائهم ولكن الرب ينظر بوجه مغضب إلى الذين يعملون السيئات فمن يسيء إليكم إذا كنتم ناشطين للخير؟لا بل إذا تألمتم من أجل البر فطوبى لكم لا تخافوا وعيدهم ولا تضطربوا بل قدسوا الرب المسيح في قلوبكم وكونوا دائما مستعدين لأن تردوا على من يطلب منكم دليل ما أنتم عليه من الرجاءولكن ليكن ذلك بوداعة ووقار وليكن ضميركم صالحا، فإذا قال بعضهم إنكم فاعلو شر يخزى الذين عابوا حسن سيرتكم في المسيح فخير لكم أن تتألموا وأنتم تعملون الخير إن شاء الله ذلك من أن تتألموا وأنتم تعملون الشر فالمسيح نفسه مات مرة من أجل الخطايا مات وهو بار من أجل فجار ليقربكم إلى الله أميت في جسده ولكنه أحيي بالروح فذهب بهذا الروح يبشر الأرواح التي في السجن أيضا وكانت بالأمس قد عصت حين قضى لطف الله بالإمهال وذلك أيام كان نوح يبني السفينة فنجا فيها بالماء عدد قليل أي ثمانية أشخاص وهي رمز للمعمودية التي تنجيكم الآن أنتم أيضا إذ ليس المراد بها إزالة أقذار الجسد بل معاهدة الله بضمير صالح بفضل قيامة يسوع المسيح وهو عن يمين الله بعدما ذهب إلى السماء وقد أخضع له الملائكة وأصحاب القوة والسلطان

رسالة غلاطية 3 / 1 - 29

يا أهل غلاطية الأغبياء من الذي فتنكم أنتم الذين عرضت أمام أعينهم صورة يسوع المسيح المصلوب؟أريد أن أعلم منكم أمرا واحدا أمن العمل بأحكام الشريعة نلتم الروح أم لأنكم سمعتم بشارة الإيمان؟أبلغت بكم الغباوة إلى هذا الحد؟أفينتهي بكم الأمر إلى الجسد بعدما ابتدأتم بالروح؟أكان عبثا كل ما اختبرتم إذا صح أنه كان عبثا أترى أن الذي يهب لكم الروح ويجري المعجزات بينكم يفعل ذلك لأنكم تعملون بأحكام الشريعة أم لأنكم سمعتم بشارة الإيمان؟هكذا آمن إبراهيم بالله فحسب له ذلك برا فاعلموا إذا أن أبناء إبراهيم إنما هم أهل الإيمان ورأى الكتاب من قبل أن الله سيبرر الوثنيين بالإيمان فبشر إبراهيم من قبل قال له تبارك فيك جميع الأمم لذلك فالمباركون مع إبراهيم المؤمن إنما هم أهل الإيمان فإن أهل العمل بأحكام الشريعة هم جميعا في حكم اللعنة فقد ورد في الكتاب ملعون من لا يثابر على العمل بجميع ما كتب في سفر الشريعة أما أن الشريعة لا تبرر أحدا عند الله فذاك أمر واضح لأن البار بالإيمان يحيا على حين أن الشريعة ليست من الإيمان بل من عمل بهذه الأحكام يحيا بها إن المسيح افتدانا من لعنة الشريعة إذ صار لعنة لأجلنا فقد ورد في الكتاب ملعون من علق على الخشبة ذلك كيما تصير بركة إبراهيم إلى الوثنيين في المسيح يسوع فننال بالإيمان الروح الموعود به أيها الإخوة إني أتكلم بحسب العرف البشري إن وصية صحيحة أثبتها إنسان لا يستطيع أحد أن يبطلها أو يزيد عليها فمواعد الله قد وجهت إلى إبراهيم وإلى نسله ولم يقل وإلى أنساله كما لو كان الكلام على كثيرين بل هناك نسل واحد و إلى نسلك أي المسيح فأقول إن وصية أثبتها الله فيما مضى لا تنقضها شريعة جاءت بعد أربعمائة وثلاثين سنة فتبطل الموعد فإذا كان الميراث يحصل عليه بالشريعة فإنه لا يحصل عليه بالوعد أما إبراهيم فبموجب وعد أنعم الله عليه فما شأن الشريعة إذا؟إنها أضيفت بداعي المعاصي إلى أن يأتي النسل الذي جعل له الموعد أعلنها الملائكة عن يد وسيط ولا وسيط لواحد والله واحد أفتخالف الشريعة مواعد الله؟حاش لها لأنه لو أعطيت شريعة بوسعها أن تحيي لصح أن البر يحصل عليه بالشريعة ولكن الكتاب أغلق على كل شيء وجعله في حكم الخطيئة ليتم الوعد للمؤمنين لإيمانهم بيسوع المسيح فقبل أن يأتي الإيمان، كنا بحراسة الشريعة مغلقا علينا من أجل الإيمان المنتظر تجليه فصارت الشريعة لنا حارسا يقودنا إلى المسيح لنبرر بالإيمان فلما جاء الإيمان لم نبق في حكم الحارس لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع فإنكم جميعا وقد اعتمدتم في المسيح قد لبستم المسيح فليس هناك يهودي ولا يوناني وليس هناك عبد أو حر وليس هناك ذكر وأنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع فإذا كنتم للمسيح فأنتم إذا نسل إبراهيم وأنتم الورثة وفقا للوعد

سيقرأ اللاهوت اليهودي والمسيحي قرناً بعد قرن السفر الأول من الكتاب المقدس ليطلع على سر منشأ العالم وعلى معنى مصيره ويكشف المراحل الأولى من العمل الإلهي في سبيل البشر فإن سفر التكوين يؤصل حياة الأفراد والأمم في إرادة الله الذي يحب البشر والذي تراءى لإبراهيم

اعداد الشماس سمير كاكوز

تعليقات